مجزرة حلبجة السلسلة التي قيدت ضمير الإنسانية


| |

أصبحنا نعيش في منطقة نشهد فيها كل يوم لمأساة جديدة، منذ قرن من الزمان، لا يمر علينا يوم إلا ونكون شاهدين على حدث مؤسف مثل إنقلاب أو اغتيال أو مجزرة أوحرب أو تهجير جماعي. أصبح الظلم والتعذيب والقتل والحرب والاحتلال والقتل الجماعي أهم سمة لمنطقتنا.

كانت مجزرة حلبجة، التي حدثت في 16 مارس/ أذار 1988، أحدى أكثر المجازر وحشية وظلماً، أستهدفت الإنسانية في التاريخ المعاصر. قبل 32 عام استهدفت مدينة حلبجة الواقعة في شمال العراق بقصف بالغازات الكيميائية السامة، لتشهد مجزرة أضيفت إلى المجازر التي تتعرض لها المنطقة منذ قرن. حيث تم قتل الألاف من الأبرياء من أطفال ونساء والشيوخ.

إن هذه المجزرة والمجازر التي حصلت وتحصل في حماة وسربرنيتسا وتركستان الشرقية وأراكان وفلسطين وحلب تظهر لنا بأن الظالمين ليست لديهم ذرة من الرحمة والإنسانية، إنّ ماحدث في حلبجة حدث ويحدث أيضاً في حلب والغوطة وإدلب. إن الذين أكتفوا بمشاهدة مجزرة حلبجة في الماضي هم اليوم أيضاً مكتفين بمشاهدة المجازر التي تحدث ضد الإنسانية من قتل وعنف وتهجير. ولا يكتفون بذلك فحسب، بل أنهم بإجراءاتهم اللا إنسانية يتخذون كل وسائل العنف والشدة ضد من يحاول الهروب من المجازر واللجوء إلى مناطق أمنة.

من المهم أن يتم محاكمة من يقوم بمثل هذه الجرائم والمجازر ضد الإنسانية، إنّ عدم مسألة المجرمين تجعل القوى الإمبريالية العالمية والمتأمرين معهم من المستبدين المحليين يكتسبون القوة والجرأة بالإستمرار في مجازرهم ضد الشعوب.

على الرغم من مضي سنين على هذه المجزرة المشؤومة، إلا أنّها لازالت باقية في ذاكرتنا ووجداننا تحسسنا بألم وحرقة كبيرين على الأبرياء الذين سقطوا مظلومين أمام مرأى العالم. نلعن وندين بشدة هذه المجزرة وجميع المجازر التي أستهدفت الإنسانية.

نحن نقابة موظفي التربية والتعليم كما كنا دائماً، اليوم أيضاً، وفي كل وقت، سنستمر بالوقوف إلى جانب المظلومين ضد الظالمين. وسنستمر في طرح قضايا المظلومين في كل المحافل التي نشارك فيها، لا سيما القضايا اللا إنسانية الناتجة عن الإرهاب والحروب والإنقلابات. وسنواصل جهودنا بكل حزم من أجل تعبئة الضمير الإنساني للبحث عن العدالة الاجتماعية. ولن نتوقف عن نظالنا حتى يحتضن السلام والأخوة جميع الشعوب في العالم.

الألفاظ النابية والشتائم الهجومية التعليقات لا يتم نشرها.